احمد هفج يكتب .. حين تنقلب الحقد على الحاقد ..!!

احمد هفج يكتب .. حين تنقلب الحقد على الحاقد ..!!

بقلم/ أحمد سود أحمد هفج

ثماني سنواتٍ كاملة، لم يتركوا مناسبةً ولا منبرًا ولا منشورًا إلا وملؤوه شماتةً وسخريةً وابتذالًا، يلوكـون عبارة واحدة كأنها نصرهم الوحيد :
“الزعيم في الثلاجة” ....

ثماني سنوات وهم يظنون أن التاريخ يُهزم بالنكات، وأن الخصومة تُدار بالجثث، وأن الموامرة والحقد والكراهية يمكن أن تتحول إلى مشروع وطني ..

لم يدركوا – أو تجاهلوا عمدًا – أن الموامرة والارتزاق والخيانة والشماتة ليست موقفًا سياسيًا، بل علامة خقد وإفلاس سياسي و أخلاقي ، وأن من يفرح بالموت لا يمكن أن ينتصر في الحياة ...

ثم دار الزمن دورته الثقيلة…
وإذا بالثلاجة التي شغلوها ضجيجًا ليست تلك التي تخيّلوها وبنوا اوهامهم وخططهم عليها ...
وإذا بالاسم الذي غاب قسرًا، واختُطف حيًّا، وأُغلق عليه الصمت والبرد والظلام، ليس اسم من شمتوا به، بل اسم صاحبهم، ورمزهم، وقياديهم: محمد قحطان ...

هنا، فقط هنا، انكشف الفارق.
فارقٌ شاسع بين رجلٍ ارتقى الى ربه ومات شهيدا واقفًا ، مداعفعا عن نفسه ووطنه ،  تاركًا وراءه تاريخًا مثقلاً بالجدل لكنه حاضرًا في الوعي والذاكرة والخصومة،
وبين رجلٍ غُيّب حيًّا، لا لشيء إلا لأنه قال “لا”، فكان جزاؤه ثلاجة الصمت الطويل، بلا قبر ولا عزاء ولا حتى شماتة ...

الزعيم الذي قالوا إنه “في الثلاجة” ..
خرج من الموت إلى التاريخ،
ومن الخصومة إلى الحضور،
ومن الجسد إلى الفكرة ...

أما الذي في الثلاجة حقًا،
فهو ضحية صمت رفاقه،
وضحية حسابات السياسة الباردة،
وضحية أولئك الذين يتاجرون به وجعلوا من الشماتة عادة، ثم عجزوا عن مواجهة الحقيقة عندما جاءت عارية وقاسية...

هذه ليست شماتة مضادة،
ولا انتصارًا أخلاقيًا زائفًا،
بل مرآة ...

مرآة تقول بوضوح:
إن من يعتاد السخرية من موت الآخرين،
سيتعلم قسوة الغياب حين يصيبه الدور.

وإن من يصفق للثلاجات،
سيجد نفسه يومًا يبحث عن مفتاحها… بلا جدوى.

ثماني سنوات من الضجيج سقطت في لحظة صمت ..
والتاريخ – كعادته – لم ينسَ ،
بل انتظر ..

تصفح نت